جمعية يوم القدس

عمان

تأسست جمعية يوم القدس في عمان مطلع عام 2012 بعد تسجيلها في سجلات وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الثقافة حسب الأصول والاجراءات المتبعة، بهدف تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لخدمة القدس المحتلة وسائر فلسطين، ولتكون إستمراراً لجهود ومسيرة ربع قرن من الزمان، أنجزتها لجنة يوم القدس التي تأسست في الكويت عام 1987وتابعت عملها في عمان، حارسة للشأن المقدسي خاصة ومدافعة عن كل التراب الفلسطيني وعن كل فرد فيه، من خلال نشاطات كانت تقوم بها اللجنة وتدعمها أهمها الحرص على إقامة ندوة القدس وهي ندوة سنوية متخصصة، حرصت اللجنة على تقديمها كل عام في الثاني من تشرين أول/ أكتوبر والذي يصادف الذكرى السنوية لتحرير القدس من الفرنجة على يد الناصر صلاح الدين الأيوبي طيب الله ثراه وجازاه بكل خير.

والى جانب إقامة هذه الندوة السنوية، قامت لجنة يوم القدس بالتعاون مع عدد كبير من المدارس الخاصة في الأردن باقامة العديد من النشاطات الثقافية والفنية والتوعوية من خلال مسابقات مهمة في مجالات القصة القصيرة والخطابة والشعر المقاوم والمعلومات العامة المتعلقة بالقدس وفلسطين وفي مجالات الرسم والشطرنج والألعاب التراثية في هذه المدارس.

أقامت اللجنة العديد من العروض التراثية الفنية والتي قدمتها فرقة القدس للتراث الشعبي إحدى أجنحة اللجنة المهمة والمكونة من الشباب والصبايا والأطفال المتطوعين، باعتبار هذا الأمر من أهم وسائل المقاومة وحفظ الذاكرة الوطنية وحراستها وغرسها في نفوس الشباب والأطفال.

والى جانب هذه النشاطات قامت اللجنة وباستمرار بالسعي وتقديم الدعم المالي لعدد كبير من المؤسسات الاجتماعية والانسانية في الوطن المحتل.

لقد شكلت كل تلك الأهداف السامية والنشاطات الفاعلة أرضية صلبة لعمل جمعية يوم القدس التي تأسست حديثاً لنفس هذه الأهداف فتبنتها وسارت على نهجها لزيادتها وتطويرها بهمة الأعضاء والأصدقاء من الداعمين والمؤازرين، خدمة للقدس مدينة وقضية وشعباً ببذل كل ما لديهم من أجلها، وقررت الاستمرار والتطوير والنضال بكل الطرق والوسائل للتأكيد على عروبتها، ومن الواضح أن هذا أمر واجب مقدس لن يتراجع عنه المؤسسون للجمعية.

وعليه فقد قررت جمعية يوم القدس المضي قدماً في عقد ندوة يوم القدس في موعدها السنوي من كل عام والذي يوافق الثاني من تشرين أول/ أوكتوبر. يشارك في الندوة جمع من الباحثين العرب والأجانب المشهود لهم بمساندة القضية، وعلى هامش الندوة ستقيم الجمعية معرضاً للكتب وآخر لرسومات الأطفال الذين شاركوا في المسابقات المتعددة إضافة الى حفل عشاء خيري يقام على شرف المشاركين في الندوة ويرصد ريعه لدعم المؤسسات الاجتماعية في الوطن المحتل.

 

    ولأن قضيتنا كبيرة وعادلة رأت جمعية يوم القدس حاجة ملحة للاهتمام بالدراسات والابحاث المتخصصة المتعلقة خاصة في وضع القدس فأسست مركز دراسات القدس من بين أعضائها وبمشاركة مجموعة من الباحثين والعلماء, تحت شعار تحرير القدس واجب على كل عربي ومسلم وضمن رؤية بعيدة المدى تتبنى اعداد ونشر الدراسات الأكاديمية الرصينة المتعلقة بالقدس ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، كهدف محفز لتحريرها واستعادة عروبتها ومكانتها القدسية الدينية إسلامياً ومسيحياً بالعمل على تأكيد دورها الحضاري العالمي والمحافظة على تراثها ودحض كل ما يزور في تاريخها وتنقيته مما شابه من زيف وتحريف وإدعاءات صهيونية تقوم ليل نهار بترويج خرافات كاذبة وتنسبها زوراً الى التوراة لتعزيز صدقيتها وتبرير أغراضها الشيطانية في الاستحواذ على القدس وفلسطين التاريخية وسرقتها، تراثاً وهوية وعقيدة، عاملة ولاتزال على طمس ومحو المعالم والآثار العربية والاسلامية والمسيحية في القدس لتهويدها وتزييف تاريخها الحقيقي.

وإستمراراً لمسيرة لجنة يوم القدس تقوم جمعية يوم القدس بالتنسيق وتوحيد كافة نشاطات الهيئات المقدسية تحقيقاً للأهداف المشتركة المتعلقة بالقدس وعروبتها وذلك من خلال المشاركة في نشاطاتها وأهمها:

         المشاركة في اللجنة التنسيقية الثقافية المقدسية والتي أقامت عدداً من لقاءات الرواد لتسجيل التاريخ الشفوي لبيت المقدس وأكناف بيت المقدس وتوثيقه حفظاً له من الضياع وإقامة عدد من المحاضرات والندوات في هذا المجال.

وشاركت جمعية يوم القدس كذلك في لجنة دعم جمعية مستشفى المقاصد الخيرية في القدس وساهمت بجمع مبلغ من المال لمساعدة المستشفى على التقليل من آثار الصعوبات المالية التي يعاني منها المستشفى تمكيناً له للإستمرار في تقديم خدماته العلاجية الهامة لمحيطه وليبقى قلعة عربية صامدة مقاومة للتهويد.

         كما شاركت جمعية يوم القدس في الائتلاف المقدسي لدعم مكافحة المخدرات في القدس ، لما لهذه الآفة من آثار تهدد النسيج الاجتماعي في المدينة المقدسة حيث يزيد عدد المتعاطين للمخدرات فيها عن عشرين ألف (20000) مواطن متعاطي وستة آلاف (6000) مدمن، الأمر الذي يؤدي الى ضرورة مكافحتها وإعادة تأهيل المتعاطين والمدمنين ليعودوا الى الصف الوطني المقاوم للاحتلال وإنقاذهم من الوقوع فرائس سهلة للمخابرات الصهيونية، وإحتراف السرقة والاغتصاب وممارسة العنف والرذيلة، مما يدفعنا جميعاً الى محاربة هذه الظاهرة بتقديم كل الدعم المادي والمعنوي واللوجستي, إضافة الى ما قدم حتى الآن حتى يتم القضاء نهائياً عليها حفظاً وصوناً للقدس ومواطنيها.

         وتشارك جمعية يوم القدس مع لجان التنسيق في البحث عن مقر مشترك يضم كافة الهيئات المقدسية ليكون مركزاً إعلامياً وثقافياً واجتماعياً لتوحيد الجهود وتعظيم النتائج من أجل القدس راجية دعم كل محبي القدس لتنفيذ هذا المشروع الحيوي الجامع الهام.

وجدير بالذكر أن لجان التنسيق تضم إضافة لجمعية يوم القدس منتدى بيت المقدس واللحنة الشعبية لنصرة القدس وحق العودة وجمعية حماية القدس الشريف وجمعية نساء من أجل القدس والجمعية الأرثوذكسية.

         وشاركت الجمعية أيضاً باصدار بيان بتاريخ 6/8/2012 وجهته الى الأمة وقدم الى جميع السفراء في الأردن وثقت فيه المذكرات التوضيحية الخاصة بالحقوق العربية الثابتة في القدس وذلك إثر قيام سلطات الاحتلال الصهيوني باصدار تعليماتها لجعل ساحات المسجد الأقصى متنزهات وحدائق عامة بهدف تسهيل سيطرة الاحتلال لصالح قطعان المتطرفين الصهاينة على هذه الساحات المقدسة للقيام بأداء عباداتهم فيها كخطوة لتحويل المسجد الأقصى برمته الى كنيس يهودي، مثل ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل.

         كما تقوم جمعية يوم القدس حالياً باعادة ترتيب وتنظيم مكتبتها التي تضم حالياً الفي (2000) عنوان من المراجع والكتب المهمة والصور وأفلام الفيديو، لتكون مركزاً للمعلومات يستفيد منه الباحث الراغب في الوصول الى معلومات أو صور أو أفلام توثق للقدس وفلسطين .

         وزيادة في تأكيد أهمية المعلومات والأبحاث والدراسات قامت جمعية يوم القدس بتشكيل لجنة لتطوير وتحديث الموقع الالكتروني للجنة يوم القدس الذي يعمل تحت اسم "وتفعيله ومسايرته لآخر ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات بهدف تسهيل الدخول إليه واستعماله الاستعمال الأمثل ومواكبته بذلك التقدم التكنولوجي الهائل في الاتصالات, كما طورت وعززت موقع التواصل الاجتماعي لدعم قضيتنا بعنوان "This is jerusalem" أو "هنا القدس" "Hona-Alquds"  آملين أن يكون هذا الموقع منبراً ومعبراً لتحرير القدس وتعميم التواصل معها وعنها مع كل الدنيا.

         أما العضوية في جمعية يوم القدس فقد تجمعت بالأصل من أعضاء لجنة يوم القدس الأولى وهي متاحة للجميع ولا شروط لها إلا محبة القدس والرغبة في خدمتها وخدمة القضية الفلسطينية العادلة.

 

مسيرة لجنة يوم القدس من1987-2012  "خمس وعشرون عاماً من العطاء"

كيف نشأت فكرة "يوم القدس"

   تعود شعبنا على البكائيات فكان يحيي ذكرى معظم الهزائم أو النكسات وكأن تاريخنا هو سلسلة من الهزائم والخسائر، في نفس الوقت الذي نسي أو تناسى أنها أمة حققت انتصارات عدة منذ فجر تاريخها وأن تاريخ الأمم وحضارتها لا تقاس بإنتصار في حرب أوهزيمة في معركة،ولكنها تقاس بما حققته في مجال الحضارة بكافة تفاصيلها ،من فن وادب وعمران وعمارة وعلم وثقافة.

   وقد كان للأمة العربية باع طويل في كل هذه المجالات وكانت حضارتها هي الغالبة في عصر الإمبراطورية  الإسلامية التي إمتدت عدة قرون بينما كانت أوروبا تسبح في الظلام.

   وإنطلاقاً من هذا المبدأ، فقد إنبثقت فكرة إحياء أيام الإنتصارات العربية والتركيز على قدرة هذه الأمة على  تحقيق الانتصارات إذا توافرت لها القيادة المؤمنة المخلصة، والظروف المواتية.

   ولا نريد أن نعدد هذه الإنتصارات العربية ضد مختلف أعدائها منذ فجر التاريخ لأن هذا أمر يطول، ولكن نأخذ  مثالا بارزا على هذه الإنتصارات وهو يوم تحرير القدس على يد صلاح الدين الأيوبي وجيشه العربي الإسلامي  والمسيحي.لأنه يعطينا صورة تتشابه مع أوضاع الأمة العربية في بداية القرن العشرين والتي ازدادت سوءً  وتراجعاً خلال هذا القرن وما بعده.

   لا نريد أن ندخل في تفاصيل معروفة وهي تشذرم وضعف الأمة العربية بسبب خلافات حكامها وعن تناحر  ملوكها وتعميقهم القطرية وابتعادهم عن وطن واحد ومواطنة شاملة للجميع، للسيطرة على المدن وعلى تفكك  وضعف هذه القيادات والتي بدأ صلاح الدين الأيوبي في معالجة هذا الوهن والتفكك بتوحيد قوى المشرق العربي  مع مصر والمغرب العربي والذي استطاع أن يوحده في مرحلة استغرقت أكثر من عقد من الزمن، وبذلك خلق جيشاً موحداً وقيادة موحدة وهدفاً موحداً وعدواً مشتركاً غريباً واحداً، وبذلك استطاع خوض المعارك ضد الفرنجة والانتصار عليهم. ولم يكتفِ بالانتصارات العسكرية، فقام بعدة إصلاحات في القدس وغيرها من مدن الشام. وللأسف فإن خلفاؤه لم يحافظوا على هذه الانتصارات.

   إنطلاقا من هذا التشابه في الظروف وتفاؤلا بامكانية تحقيق الخطوات التي حققها صلاح الدين الأيوبي في مسيرته الظافرة، رأى الأعضاء المؤسسون للجنة يوم القدس أن يعتمدوا تاريخ "2-10-1187" ليكون يوماً يربط الماضي بالحاضر والمستقبل والتاكيد على حتمية تحرير القدس مرة اخرى.

وتوافقوا على أن يجعلوا هذا اليوم، يوماً خالداً في التاريخ ومحوراً لنشاطات ثقافية وأدبية وفنية وتراثية ونضالية.

   إننا نكرسُ هذا اليوم لعل هذه الفعاليات والنشاطات تحفز جماهير أمتنا العربية للعودة إلى ماضيها المشرق المنتصر، وأن تعود إلى جذورها النضالية وتعمل من أجل تكرار ذلك اليوم الخالد.

   وقد بدأت اللجنة نشاطاتها بالتوافق مع "وكالة الأنباء الكويتية" كونا ورئيسها السيد/برجس حمود البرجس على إصدار كتاب "فلسطين "الذي صدر عام 1987، والذي ركز على أهم جوانب القضية الفلسطينية وقد نجح هذا الكتاب في كسر الجمود وإعادة قضية القدس وفلسطين إلى الواجهة، وبخاصة إثر انطلاق الانتفاضة الاولى في فلسطين عام"1987" انتفاضة الحجارة" او انتفاضة أطفال الحجارة والتي كانت حافزاً مؤثراً في إعادة الأمل وإعادة الروح إلى حركة النضال الفلسطيني والعربي ،وتأكيداً على أن الإنتصار ممكن في عهد الغطرسة والإرهاب الصهيوأميركي.

وتبع هذه الخطوة إقامة الندوة الأولى ليوم القدس في "2-10-1988" بالتعاون مع "جمعية الخريجين الكويتية" وتحت رعاية السيد "عبد العزيز الصقر"حيث شارك العديد من الباحثين من مختلف الأقطار العربية في الندوة. وكانت هذه الندوة ناجحة بكل المقاييس فقد اشترك هؤلاء الباحثون من مختلف الأقطار في هدف وحدوي قومي ،وطرحت أبحاثا ومحاور جديدة لم يكن الباحثون قد تطرقوا إليها بشكل معمق سابقاً .وقد أفسحت المجال للنقاش في أوضاع الأمة العربية ومحنتها، وخلاصها من هذه المحنة بالعمل القومي المشترك وهدف التحرير المشترك.

لقد كان لهذه الندوة الأولى آثارها الإيجابية المتعددة وأهمها ،التأكيد على أن "يوم القدس" يجب أن يكون دليلا ومنهاجا وطريقا للعمل في المستقبل حتى تعم فائدته وآثاره الايجابية على نضال الامة العربية وفي مجالات "التاريخ، والفن،والادب، والسياسة والحرب والسلم".

لذلك تم الإعداد للندوة الثانية لإقامتها في الكويت، ولكن الأحداث المأساوية المؤلمة التي حدثت ،أفسدت كل الأمور،ليس لانه لم تتم الترتيبات لاقامة الندوة، ولكن لانها اعادت الى الذاكرة ماساة التشرذم والتناحر بين قيادات الامة العربية من "ملوك وامراء، ورؤساء"وضعف الروابط القومية التي تغلبت عليها الدوافع الشخصية والانسياق وراء مخططات الامبريالية الاميركية وحليفها الاساسي الكيان الصهيوني اللذان مارسا كل الوسائل التي مارستها الامبراطورية البريطانية سابقا في تجزئة الوطن العربي وترسيخ العداوات بين قياداته.

بعد هذه الاحداث المؤلمة انتقل نشاط "لجنة يوم القدس "إلى عمان ،حيث وجدت الحاضنة الدافئة للاستمرار في هذه النشاطات الهادفة واقامت الندوة الثانية من "13-14تشرين الاول-1991" بعنوان...............وبرعاية معالي وزير السياحة.

وقد كان تجاوب الجماهير في عمان رائعاً وبناءً وخاصة أن عمان كانت تعيش اجواء استمرار دعم انتفاضة الحجارة وإغاثة الذين نزحوا من الكويت ومآسيهم المتعددة.وجاءت هذه الندوة وكأنها تطالب هذه الجماهير بالعودة مرة ثانية إلى الجذور القومية الدفينة،والاستفادة من نضال هذه الأمة في تحقيق الانتصارات .

 
 حضور اليهوديين في مظاهرات يوم القدس في مدينة برلين في ألمانيا عام 2014

وتوالى عقد هذه الندوات في "2-10" من كل عام (أو أقرب تاريخ إليه) وتعددت الأبحاث وتعدد الباحثون من مختلف
أرجاء الوطن العربي كما شارك فيها باحثون غربيون مرموقون بحيث بلغ عدد هذه الندوات (22) ندوة سوف يتم
تفصيلها في هذا الكتاب،مما يجعل من هذه الأبحاث موسوعة علمية كبيرة للقدس بكافة تفاصيلها التاريخية والعمرانية
والنضالية والثقافية والدينية والتراثية والعلمية، مما يمكن من سد فراغ كبير في مجال تاريخ القدس.

لم تكن "ندوات يوم القدس" هي المجال الوحيد لإحياء ذكرى تحرير القدس والتحفيز على العمل من أجل تحريرها
مرة أخرى، فقد وجد أعضاء اللجنة الذين مثَلوا مختلف الجمعيات المقدسية العاملة في عمان- منتدى بيت المقدس،
وجمعية القدس الخيرية، ونادي القدس، وأعضاء لجنة القدس في الكويت_أن هناك مجالات أخرى لدعم هذا اليوم
الذي يتم الاحتفال به مرة واحدة سنوياً ،حيث وجدوا وسائل أخرى للعمل في سبيل تحرير القدس، فانطلقوا لإقامة
نشاطات أخرى بين الأجيال الصاعدة، وزيادة توعيتهم وارتباطهم بالقدس لتحفيزهم على تحريرها مرة أخرى.
لذلك أقاموا المسابقات في: القصة القصيرة، والشعر، والخطابة والرسم والمعلومات العامة، وتركزت كلها حول
القدس ومعاناتها وتحريرها كما أقاموا نشاطات تراثية فنية تجسد التراث الشعبي الفلسطيني، والتأكيد على أهمية
هذا التراث في الحفاظ على الهوية الفلسطينية وترسيخها بين الأجيال الصاعدة، فقد تم تشكيل فرقة القدس للتراث
الشعبي التي عملت على تثبيت هذا التراث وتطويره ونشره من خلال تقديمها عروضاً فنية متعددة هادفة،
وسوف يتم تفصيل كافة هذه النشاطات في متن هذا الكتاب.

ومن أهم نشاطات هذه اللجنة أيضاً، تقديم الدعم المادي إلى مؤسسات القدس وأبنائها الصامدين المرابطين، للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتمكينهم من الصمود والبقاء في القدس،

إيماناً من اللجنة بأن "البشر والحجر" لفظان مترادفان ومرتبطان ولا يمكن فصلهما ،وبالرغم من قلة المبالغ المقدمة فإنها أكدت على ترابط أبناء الأمة العربية خارج القدس ،مع أبنائها المناضلين المدافعين عن أخر خندق للأمة العربية.

إن القدس هي جوهر الصراع العربي الصهيوني، ومفتاح الحرب والسلام في العالم.

ولا بد لنا من الإشارة هنا إلى أن التركيز على "القدس" فقط لا يعني تجاهل باقي مدن فلسطين وقراها، كما عدها بعضهم، ولكن القدس تختلف عنها جميعاً، لقداستها وتاريخها وحضارتها، وكذلك لأنها عنوان يستقطب الدعم والإهتمام من العالم أجمع، مسلميه ومسيحييه، ومثقفيه ومحبي التاريخ والثقافة. ولا يثير قضايا جدلية مثل أي مدينة أخرى.

ومما يبعث على الفخر والاعتزاز أن هذا اليوم ،أي "يوم القدس 2-10" قد أصبح يوماً اقتدت به العديد من المؤسسات والجمعيات، باختلاف توجهاتها، وأصبحت تحتفل به، مما يؤكد على أن اختيار هذا اليوم يحيي الأمال في التحرير والنصر وكان اختياراً موفقاً وصائباً وخلاقاً.

لقد قامت لجنة يوم القدس بنشاطاتها المتعددة في الأردن، بعد خروجها من الكويت، تحت مظلة "منتدى بيت المقدس" التي قدمت الرعاية لها طيلة عملها،ولكن وجدت اللجنة أن نشاطاتها قد تفرعت وزادت بحيث يجب أن تعمل باسمها، بموجب القوانين المرعية في الأردن ،فشكلت جمعية يوم القدس وحصلت على التراخيص من الجهات الرسمية بتاريخ........................ وأصبحت مرتبطة بوزارة الثقافة وإستمرت في إكمال مسيرة لجنة يوم القدس بكافة مجالاتها وأضافت إليها نشاطات جديدة متعددة.

       إن هذا الكتاب يهدف إلى التأكيد على أن المجهود والعمل الذي قدمته اللجنة يجب أن يكون مثالا لنشاطات هادفة مستمرة، وقدوة للشباب المؤمن الذي يكرس جهده لحرية هذه المدينة المقدسة فالطريق طويل وتحف به عراقيل وصعوبات وتقاعس وملل ولكن الإرادة الصلبة تتغلب على كل هذه الصعوبات.

فلنعمل جميعا ومن أجل قدسنا عاصمة فلسطين العربية من البحر إلى النهر.

                                                                                 

  والله الموفق.

 

د.صبحي غوشة                  

رئيس لجنة يوم القدس              

 

 

اتصل بنا

تلفون: 5920393 - 06

فاكس: 5920285 - 06

ص.ب:940639 الشميساني

  11194 عمان - الأردن

إشترك لتصلك أخبارنا